أعصار عام 1977

data:post.title

 


 

اجتاح السلطنة في نهاية الأسبوع الثاني من شهر يونيو 1977 إعصار شديد بلغت سرعته 120 عقدة وداهم عددا من ولايات السلطنة، وتسبب في أضرار مؤسفة في الأرواح والممتلكات، وسارعت أجهزة الدولة المختلفة في إنقاذ المنكوبين ومن بينها وزارة الدفاع، ووزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة الداخلية، ووزارة الصحة.



وكان أكثر الأضرار في جزيرة مصيرة التي داهمها الإعصار فجر يوم الإثنين الموافق 13 يونيو 1977م، واستمر إلى ما بعد ظهر اليوم وتسبب بأضرارٍ جسيمة، حيث تضرر ما يربو على 1400 منزل مبني بالمواد الثابتة، مما أدى إلى فقدان أكثر من 3000 شخص للمأوى وأعلنت حالة الطوارئ في الجزيرة.

أما بالنسبة لولايتي جعلان بني بو علي وبني بو حسن فقد داهمها الإعصار في تمام الساعة السادسة من يوم الإثنين ونتج عن قوة الإعصار تشابك في النخيل مما أدى إلى حدوث سقوط جماعي في النخيل، وتسبب سقوطها في إتلاف عدد من المنازل، ولم تحدث خسائر في الأرواح من جراء الإعصار ما عدا شخص كان يحاول عبور الوادي فجرفه في تياره القوي مما أدى إلى وفاته.

وفي الكامل والوافي سالت الأودية بصورة عنيفة ونتج عن الأحوال الجوية تهدم 16 بيتًا من البيوت المبنية بالمواد الثابتة، و14 من بيوت السعف.

وقد امتد الإعصار إلى جدة الحراسيس حيث أدى عنف الأمواج على ساحل المنطقة إلى فصل جزء من المنطقة وإحاطته بالمياه من مختلف الجهات فبقي الأهالي في جزيرةٍ صنعتها الأمواج، وبلغ عدد المتضررين الذين تم تقديم المساعدة لهم مائة شخص.



وتسبب الإعصار في سقوط ما يزيد عن أربعة آلاف نخلة في الحمراء مضافا إليها العديد من أشجار الليمون والمانجو وتهدم بعض المنازل، كما أتلف الإعصار عددًا من الأشجار المثمرة في الجبل الأخضر، وامتد الإعصار كذلك إلى نزوى وتسبب في إسقاط عدد من أشجار النخيل وأعمدة الهاتف والكهرباء.

أما دبا فقد هاجمها عنف الموج مما أدى إلى فصل منطقة كرشا عن منطقة الظهوريين، وتسبب الإعصار في تهدم بعض المنازل وبيوت السعف.

ونظرًا لاهتمام جلالة السلطان المعظم بأمر منكوبي الإعصار وما ترتب عليه من أضرار للمواطنين، ونظرًا لحرص جلالته على حماية وإنقاذ الأرواح والممتلكات فقد أمر جلالته بتشكيل لجنة تشكلت من معالي وزير الشؤون الاجتماعية والعمل رئيسا، وعضوية كل من وكيل وزارة الداخلية، ووكيل وزارة الإعلام، ووكيل وزارة الصحة، ووكيل وزارة المواصلات، وممثل عن وزارة الدفاع، وممثل عن المفتش العام للشرطة والجمارك، وذلك للنظر في أمر المنكوبين واتخاذ ما يلزم من إجراء.



كما تم بناء 600 مسكن شعبي بتكلفة إجمالية قدرها ثلاثة ملايين ونصف المليون للمواطنين الذين تضررت منازلهم من جرّاء الإعصار في جزيرة مصيرة، وذلك في إطار ما التزمت به حكومة جلالة السلطان قابوس المعظم بتعويض المواطنين المتضررين، وروعي في تصميم هذه المنازل أن تكون مزودة بالمرافق الأساسية كالماء والكهرباء وملاءمتها لحاجة الأسرة العمانية، وتم صرف تعويضات للمواطنين المتضررين من جرّاء الإعصار في كافة أنحاء السلطنة قدرها مليون وربع مليون ريال تقريبا.
كما تم فتح باب التبرعات للإسهام في إعمار المناطق المتضررة من الإعصار، وكان حجم الإقبال كبيرًا من قبل المواطنين وبعض الجهات الرسمية.

الشبل
الكاتب :